دير الصليب المقدس والانبا شنودة
موقع الدير
يقع الدير على الضفة الغربية من نهر النيل بزمام حاجر دنفيق مركز نقادة ويبعد عنها جنوبا مسافة 6 كم تقريبا في مواجهة قرية قرقطان على الطريق الرئيسي بين نقادة وقامولا (الطريق الرئيسي بين قنا والأقصر) وقبلي دير الملاك ميخائيل بنحو 4 كم، كان الدير حتى بداية منتصف السبعينات يقع على حافة الصحراء التي كانت تحيطه من جميع جوانبه على أنه الآن يقع بين منازل العرب بحاجر دنفيق وقد قامت الدولة برصف الطريق المؤدي إليه.
تاريخ الدير
تم إنشاء دير الصليب المقدس في القرن الـ 4م على نفقة الملكة هيلانة ام الملك قسطنطين بعد اكتشافها خشبة الصليب المقدس، وهو الدير الوحيد المكرس على اسم الصليب المقدس في مصر، ويعد الكنيسة الثانية في العالم بعد كنيسة أورشليم القدس، وهذا الدير كان ذا اتساع عظيم جدا وكان به مئات الرهبان ومبانيه كانت ممتدة في جميع الاتجاهات.
 
الدير في كتابات المؤرخين
جاء أول ذِكْر لـ دير الصليب والأنبا شنودة في الوثائق الرسمية في القرن الـ 6م في سيرة حياة القديس بسنتاؤس (548-631 م.)، حيث كان القديس يتعبد في هذا الدير وقام برسامة القديس الأنبا إندراس رئيسًا للدير.
فكان الذِكر الأول للدير في القرن الـ 6م، ولكن ربما كان الدير قائمًا من النصف الثاني من القرن الـ 4م او النصف الأول من القرن الـ 5م، والدليل على هذا استخدام الأحجار والأعمدة الفرعونية في انشاء الدير وكيفية بناؤه على الطراز البازليكي.
وقد ظل الدير قائمًا وعامراً بالرهبان حتى تاريخ الفتح الإسلامي لمصر. (641م)، وفي القرن الـ 13م أشار إليه المؤرخ أبو صالح الأرمني، وفي عام 1668 ميلادية ذكره الآباء الكابوتشيان والفرنسيين الرحَّالة الأوربيين. مينارودس وفانسيليب وأبي المكارم والقمص عبد المسيح المسعودي.
 
وأشار دارس الآثار القبطية كلارك أن مباني الدير القديمة تهدمت عام 1917 م، وتم بناء مباني جديدة، وان الكنيسة القديمة لم يبق منها سوى الهيكل المهدم وبعض الأعمدة، وتشير الدراسات المعمارية لكنيسة الصليب إلى أنها كانت على شكل بازيليكا، وفى الـ 12م أو الـ 13م حدث انهيار لسقفها الجمالونى الخشبي، وفي العصر المملوكي تم تحويل الغرف الجانبية للهيكل إلى مذابح
 
محتويات الدير
مباني الكنائس القديمة والحديثة
كنيسة الأنبا شنودة:
هى كنيسة لها قيمة روحية عظيمة فى الدير وتتكون من مذبح واحد فقط على اسم القديس العظيم الانبا شنودة وهي تقع في الجزء الغربي للدير وقد تم عمل ترميمات لها في عهد نيافة الانبا بيمن وتحت اشراف هيئة الاثار عام 2002 وتم إعادة ترميم القباب التي كانت شبه مهدمه وبناء معمودية جديدة وقد تم تدشينها بيد نيافة الانبا بيمن ونيافة الانبا يؤانس أسقف أسيوط.
كنيسة السيدة العذراء مريم:
وقد بنيت في عصر بعد كنيسة الصليب وهي تقع في الناحية الشرقية الملاصقة تماماً للكنيسة وتتكون من مذبحين الأول على اسم العذراء مريم والثاني على اسم الامير تواضروس المشرقي
كما يوجد مذبح يحمل أيقونة الأميرة هيلانة التي أنشأت هذه الكنيسة.
كنيسة الصليب المقدس:
شيدت الكنيسة على الطراز البزليكي مستطيلة الشكل بأبعاد 18 مترا في 11 مترا مقسمة إلى 3 أروقة وتنتهي في الناحية الشرقية بالمذبح وحضن الأب والكنيسة القديمة كانت مليئة بالزخارف القبطية وأيقونات القديسين. والأعمدة المستخدمة في الكنيسة هي الأعمدة القديمة المأخوذة من المعابد الفرعونية ويوجد بها النقوش عليها تدل على ذلك.
وتتكون صالة مدخل الكنيسة من قبتين، تُدْخِل إلى صالة مدخل ثانية، ثم صحن الكنيسة المربع المُغَطَّى بتسعة قِباب محمولة على أكتاف من عمودين ملتصقين غالبًا من حيث إنهما كتف واحد. ويتقدم الصحن خورس أمام الهياكل. ومن بابين في الحائط البحري تُدْخِل إلى هيكلين جانبيين بحري الكنيسة (أمامهما صحن مربع). وجميع قِباب الكنيسة الـ 15 من القِباب المنخفضة المحمولة على مثلثات كروية. والمباني الحالية ترجع لبعد عام 1917، وتحتوي الكنيسة على اربعة مذابح هم:
المذبح الأوسط الامامي على اسم الصليب
المذبح الأوسط الخلفي علي اسم الصليب
المذبح القبلي على اسم يوحنا المعمدان
المذبح البحري علي اسم رئيس الملائكة ميخائيل
حيث تتميز بوجود مذبحين بالهيكل الأوسط في ظاهرة فريدة من نوعها على مستوي العالم حيث وجدت بعد عام 1903 ميلادية، وذلك لحدوث معجزة كما يقال بمذبح كنيسة الصليب حيث لُحظ نزول زيت من المذبح، فقاموا ببناء مذبح أخر بديل له، وأصبحت الكنيسة تضم 3 هياكل و4 مذابح
كما يوجد على الناحية اليسرى من الكنيسة مغطس أثري تم اكتشافه أثناء الترميم وهو يرجع إلى العصر ما بعد القرن الـ 14م ويتخذ قاع المغطس شكل صليب قبطي حيث كان يستخدم في عيد الغطاس