مدينة نقادة

نقادة في كتب المؤرخين
مدينة نقادة لها تاريخ من عصر ما قبل الاسرات وحتى العصر الحديث. وتقع مدينة نقادة بمحافظة قنا، على مسافة 30 كم جنوب قنا العاصمة، وحوالي 25 كم شمال محافظة الأقصر فهي تتوسط المسافة بين قنا والاقصر بالبر الغربي للنيل، وتقابلها على الضفة الشرقية الي الشمال قليلا مدينة قوص، كما انها تبعد حوالي 640 كم تقريبا من مدينة القاهرة.
اما حدود مركز نقادة الإدارية فهي المنطقة الواقعة ما بين قرية دير البلاص (المحروسة حالياً) شمالاً وقرية قمولا جنوباً وتقدر المسافة بحوالي 30 كم تقريبا وتقع مدينة نقادة في منتصف هذه المسافة، وهي من القري المصرية القديمة التي يعتقد ان اسمها جاء من كلمة “ناكودي” أي الشعب المتين وذلك لاتحاد وبقاء اهل الجهة في الدين واللغة.
 
نقادة في عصر ما قبل الاسرات
 
عرفت مدينة نقادة في عصر ما قبل الاسرات باسم “نوبت” وتعني الذهبية او مدينة الذهب، وقد كانت “نوبت” موضعا لواحدة من أقدم ثقافات الحضارة المصرية القديمة، وتمتد الحياة فيها بثقافاتها وفنونها وصناعتها حتى العصر الحديث وقد برع النقاديون في العديد من الفنون وصناعة الفخار والنسيج، والتي تميزوا فيها واشتهرت بها مدينتهم.
ومدينة نقادة(نوبت) لها ثلاث حضارات تعرف بحضارات نقادة في عصر ما قبل الاسرات وذلك طبقا لتصنيف علماء الاثار الذين قاموا بعمل الحفائر والدراسات فيها وتم تقسيمها الي:
اولاً: حضارة نقادة الاولي
ثانياً: حضارة نقادة الثانية
ثالثاً: حضارة نقادة الثالثة
 
نقادة في عصر الاسرات
وتلك الفترة تسمي بعصر النقلة وهي الفترة التي تربط بين حضارات عصر ما قبل الاسرات وعصر الاسرات، ويوجد ما يوثق تلك الفترة في المتاحف المختلفة حول العالم.
 
نقادة في العصر الاغريقي
 
وقد أطلق عليها الاغريق اسم “امبوس” وتعني الذهب أيضا، وتقوم على اطلال (امبوس) بلدة طوخ الحالية التابعة لمدينة نقادة، وبها في الجبل الغربي هرم غير مكتمل وربما كان مكتملاً وهدم فيما بعد.
 
نقادة في العصر الروماني
عرفت في العصر الروماني باسم “مكسيميانوبوليس” وتعني مدينة الملك مكسيميان وتوجد بقايا أعمدة معبد روماني بجوار كنيسة الانبا انطونيوس البدواني للأقباط الكاثوليك بنقادة، كما عثر على بقايا من حمام روماني وأطلق على المكان اسم (كوم الحمام).
 
نقادة في العصر القبطي
عرفت نقادة في العصر القبطي باسم “ناكاتي” وتعني الفهم او المعرفة، ويرجح اختيار ذلك الاسم الي وجود بعضاً من أبنائها من رجال العلم والمعرفة بالعلوم في العصر القبطي ولهذا أطلقوا عليها هذا الاسم، وتحرف الاسم بدخول اللسان العربي عليها في حوالي القرن الـ 18م.
وكما كان لمدينة نقادة تاريخا حضاريا ضاربا بجذوره في أعماق التاريخ فهي لها أيضا تاريخا مسيحيا خالداً وكانت نقادة من البلاد التي قدمت عددا من الشهداء في عصر الاستشهاد وعاش فيها على مر العصور قديسون عبقت رائحة صلواتهم ارجائها، ويوجد حاليا على امتداد 15 كم في الصحراء الغربية لمدينة نقادة ثمانية اديرة باقية بأثارها الخالدة الشاهدة على العصر من ضمن اديرة كثيرة خربت عبر الأزمنة الغابرة ابتداء من الغزو الفارسي على مصر في القرن 7م وعلى مر العصور وحتى الحديث.
وتتبع ايبارشية نقادة وقوص حاليا ثماني اديرة يشملها برعايته صاحب النيافة الحبر الجليل الانبا بيمن أسقف كرسي نقادة وقوص ورئيس دير رئيس الملائكة الجليل ميخائيل وهي:
دير رئيس الملائكة الجليل ميخائيل – حاجر المنشية – أقصى شمال مجموعة الاديرة
دير الصليب المقدس والانبا شنودة رئيس المتوحدين – حاجر دنفيق
دير الانبا أندراس (أبو الليف) – حاجر دنفيق
دير الشهيد العظيم مارجرجس الروماني الشهير “بالمجمع” – حاجر دنفيق
دير القديس الانبا بسنتاؤس اللابس الروح الشهير “بالقديس” – حاجر دنفيق
دير الشهيد العظيم مرقوريوس أبو سيفين – قرية صوص
دير الشهيد العظيم ماربقطر بن رومانوس – حاجر صوص
دير الانبا صموئيل النقادي الشهير “بالقزاز” – حاجر دنفيق – من الاديرة المندثرة